منصور ينفي تورّط "حزب الله" بالقتال في سوريا

نفى وزير الخارجية عدنان منصور ما يتداول عن وجود "مقاتلين لحزب الله" داخل سوريا، موضحاً ان هناك قرى لبنانية وسكانها لبنانيون موجودون داخل الاراضي السورية، وما حصل "هو دفاع عن النفس" من قبل هؤلاء.

منصور وفي حديث الى "روسيا اليوم"، سئل عن المعلومات حول مقتل عناصر من حزب الله في سوريا، فلفت الى ان "أحياناً وسائل الاعلام تتناول أخباراً غير دقيقة".

واوضح ان "الترسيم للحدود بين لبنان وسوريا الذي حصل عام 1920 قسّم بطريقة أن هناك قرى لبنانية يحملون الجنسية اللبنانية وهم متواجدون على أراضٍ لبنانية. وهذه القرى وعددها تقريباً نحو عشرين قرية، منها القصير والقصر (في حمص)".

وتابع ان ما حصل هو "دفاع عن النفس من اللبنانيين الموجودين هناك. حصل هجمات عليهم من عناصر مسلحة وحصلت اشتباكات. هذا لا يعني أن هناك تدخل في الشأن السوري أو مشاركة في العمليات العسكرية".

وقتل السبت الماضي ثلاثة لبنانيين من "الموالين لحزب الله" مقيمين في سوريا في معارك مع مقاتلين معارضين في قرى شيعية سوريا حدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في تشرين الاول بان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون "المجموعات المسلحة" في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك "بغرض الدفاع عن النفس".

وهدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس الاربعاء، عبر "وكالة فرانس برس" بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا.

كما يُشار الى ان المنسق السياسي والاعلامي لـ"الجيش السوري الحر" لؤي المقداد، كان قد ندد عبر صحيفة "النهار"، الاثنين، بـ"الاجتياح البرّي" الذي نفذه حزب الله في سوريا.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض اتهم حزب الله، الاحد، بـ"التدخل عسكريا" و"شن هجوم مسلح" في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري. الا ان مصدراً في حزب الله افاد وكالة "فرانس برس" الاحد، ان ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية قتلوا وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا، مشيرا الى انهم كانوا "في مواجهة للدفاع عن النفس".

يُذكر ان لبنان وسوريا يتشاركان بحدود طولها 330 كلم، في ظل عدم وجود اي ترسيم رسمي للحدود بين البلدين.

الى ذلك، شدد منصور في حديثه لـ"روسيا اليوم" على ان سياسة النأي بالنفس التي اتبعها لبنان منذ بدء الازمة في سوريا في آذار 2011، "كانت سياسة حكيمة وجنبت لبنان المشاكل والويلات. لأننا لا نريد أن نكون طرفاً، خاصةً أن في لبنان تركيبة داخلية مميزة معينة لا نستطيع التفريط بها".

واشار الى ان "استقرار سوريا وأمن سوريا هو استقرار للبنان أيضاً وأمن للبنان"، مضيفاً "لا نستطيع أن نقف غير مبالين لما يجري لذلك، نحن نحصن الوضع الداخلي ونريد أن نجنبه المشاكل والتداعيات التي قد تطرأ مستقبلاً".

وعلى الرغم من اتباع لبنان سياسة النأي بالنفس، الا ان اللبنانيين منقسمون ما بين مؤيد ومعارض للثورة السورية، في حين يتبادل كل من 8 و14 آذار التهم بتسليح وتمويل الفريق السوري الذي يدعمه.

كما اردف منصور ان ملف النازحين من سوريا الى لبنان "يشكل لنا قلقاً، ويشكل لنا أهمية كبيرة"، وقال "نحن وإن نأينا بأنفسنا عن ما يجري في سوريا ولكن لا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن وضع يرتبط بنا مباشرة نظراً إلى التداعيات التي تركتها الأحداث السورية على الساحة المحلية وعلى الساحة الاقليمية وعلى دول الجوار بالذات ومنها لبنان".

أفاد التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، السبت، ان" أكثر من 283000 لاجئ سوري يتلقون الحماية والمساعدة من الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة".