العمال يؤكدون أنهم لن يملوا من المطالبة بحقوقهم و"القوى الوطنية" تهاجم القوانين "المذهبية" و"أكذوبة" النأس بالنفس

أعلنت هيئة التنسيق النقابية استمرارها بالإضرابات المفتوحة قائلة أنها "لن تمل" حتى إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب مهاجمة الهيئات الإقتصادية التي "راكمت الدين" على البلد.

وقال نقيب الموظفين في الإدارات العامة محمود حيدر في خلال تظاهرة لتحالف "قوى الوطنية" من أحزاب يسارية وقومية ظهر الأحد "الموظفون مستمرون بإضرابهم المفتوح حتى تتحقق جميع مطالبهم".

وتوجه حيدر إلى المتظاهرين قائلا "مطلب إقرار السلسلة ليس غريبا عليكم فأنتم من حملتم قضايا الفقراء وأنتم طليعة المدافعين عنا".

وأشار إلى "أننا نخوض معركة كل الفقراء في هذا البلد وفضحنا كل سياساتهم وقلنا لهم أوقفوا الضرائب وأعيدوا الأملاك النهرية والبحرية".

أضاف "انفضحت سياسات الهيئات الإقتصادية لأنهم يمارسون الضغوط على الحكومة كي لا تقر السلسلة للأساتذة".

عليه توجه حيدر إلى الهيئات قائلا "نحن نعرف جيدا من أوصل البلد إلى ما وصل عليه من أزمات اقتصادية فأنتم من راكمتم على شعبنا 60 مليار دولار دينا (..) واليوم أتت الفرصة أن تدفعوا جزءا من الأموال لتقروا سلسلة الرتب والرواتب لمن يربون أبناءكم ويعلمونهم".

وتابع "أنتم لا تريدون مصلحة البلد والشعب وضرب الوظيفة العامة والسيطرة على كل مرافق الدولة ولن تمول السلسلة من جيوب الفقراء وسنمولها من الأموال التي سرقتوها وحولتوها إلى حساباتكم ".

وإذ جدد الإستمرار "بالمعركة حتى إحالة السلسلة إلى مجلس النواب" طالب حيدر "كل القوى السياسية بالضغط على الحكومة لإحالة السلسلة وكفى يا دولة الرئيس تسويفا واسمع صوت المعلمين والموظفين".

كما قال لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "عدم إحالة السلسلة مخالفة وستة أشهر كافية واتصلت بالجميع من بنوك دولية وعليك أن تأخذ قرارا بعد جلسات متتالية للجنة الوزارية المكلفة درس السلسلة تمهيدا لإقرارها في 21 آذار".

وختم حيدر كلمته بالقول "نحن لن نكل ولن نمر ولن نهدأ وسنبقى نصرخ في الشوارع والساحات".

كذلك كانت كلمة لوزير العمل السابق شربل نحاس الذي أعلن صراحة أن "مجلس الوزراء يخالف القوانين لأنه عاجز عن طمأنة الناس فيبتدع النأي بالنفس ويترك الساحة لعصابات السرقة".

أضاف نحاس "يتحجج القادة حينا بجهلهم ويراهنون حينا على شطارتهم في الدجل والنكث بالوعود ويتجبرون على الناس فلا يصححون الأجور ولا يحيلون السلسلة ويفاوضون المعتدين على السلم الأهلي ولا يقرون قانونا للإنتخابات".

كذلك شدد على أن "النظام أطاح تباعا بآليات الرقابة والرعاية الإجتماعية بأعين العاملين ضمن المؤسسات وترك المجتمع عاريا أمام مخاطر داهمة تهدد سلمه الأهلي".

وذكر نحاس على أنه "ليست الطوائف هي من يمنع قيام الدولة بل الإستغناء عن عناء قيام الدولة هو الذي يدفع اللبنانيين الحيارى إلى إعادة إحياء الطوائف".

وإذا هاجم سياسة النأي بالنفس التي هي "أكذوبة فدفن الرأس بالرمال ليترك الدولة عاجزة" قال "ليست الدولة على الرغم من تشويه ائتلاف طوائف بل هي دولة مدنية بالكامل وهي التي أنشأت الطوائف بالقانون".

وتطرق إلى موضوع قانون الإنتخاب فقال "ليس عدالة التمثيل والعيش المشترك بين طوائف بل بين مواطنين (..) كل قانون يحصر التمثيل بمجموعات إكراهية طائفية باطل".

كما شدد على أن "عدم إحالة السلسلة المقرة في المجلس أفقد نجيب ميقاتي صفته الرسمية".

وشرح الوزير المستقيل من حكومة ميقاتي على خلفية خلاف مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على أمور إصلاحية أن "العلة تكمن في ما تراكم لدى كل القوى عقد وقيود خلال ليل الهزائم الطويل (..) قوى التغيير مقصرة في زمن التدجيل" متابعا "بات اليوم ممكنا استعادة التراث السياسي لهذا المجتمع وتحريره من أسر الإتهامات والتخوين".

هذا ودعا نحاس ختاما إلى "إرغام الدولة على إنصاف هيئة التنسيق وحماية الحريات المدنية واستعادة الأملاك العامة وتوفير التغطية الصحية ومجانية التعليم الأساسي ومحاكمة الموقوفين وتسليح الجيش وإرغام الدولة على أن تكون دولة ليستعيد المواطن شعوره بأنه مواطن".

ومن ثم توجه أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة إلى الحكومة قائلا "لم تنأي بنفسك إلا عن واجباتك وكل ما تضعينه في برامج لن يخدم إلا مصلحة إسرائيل وأميركا وكل من يتآمر على المنطقة العربية وآن الأوان لنرفع شعار التغيير الديمقراطي في دولة مدنية".

وطالب "إحالة السلسلة سريعا إلى مجلس النواب وإقرار قانون انتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة مع النسبية".

وآخر اعتصامات الهيئة شبه اليومية كان يوم الأربعاء الفائت امام وزارة الطاقة والمياه إذ شددت على "احقية المطالب وابرزها احالة السلسلة على مجلس النواب".

وتنفذ هيئة التنسيق النقابية اعتصامات متتالية، منذ ثلاثة أسابيع، امام الوزارات والادارات الحكومية، مطالبة بإحالة السلسلة الى مجلس النواب لاقرارها. في حين ان الحكومة تماطل في احالة السلسلة، مشددة على ان الاحالة يجب ان تترافق مع ايجاد مصادر لتمويلها.

وكان ميقاتي، أعلن مساء الاثنين فيحديث تلفزيوني، انه "إذا لم أقتنع بالسلسلة لن أحيلها إلى مجلس النواب" كاشفا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "قال لي لا ترمي السلسلة لدي في المجلس بل ادرسها جيدا ونحن نناقش تمويل السلسلة والآثار وأعتقد أننا ننتهي بعد 21 آذار" أي موعد جلسة حكومية مخصصة للملف.