قهوجي يؤكد اتخاذه إجراءات كي يضع حداً لمن يزعزع الإستقرار: لتحصين الداخل حتى يتفرغ الجيش للحدود

أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن " ثمة إجراءات ستتخذها قيادة الجيش في الأيام المقبلة، من أجل وضع حد لبعض الأوكار التي تساهم في زعزعة الاستقرار الأمني"، مستغرباً "كيف أن هناك من ينادي الجيش بتحمل مسؤولياته الحدودية، بينما يساهم في خطابه بجعل الجيش ينهك بين الداخل والحدود"، ومردفاً أن " لبنان مر في الساعات الأربع والعشرين الماضية بأخطر استحقاق أمني منذ ثماني سنوات".

وأشار قهوجي في حديث لصحيفة "السفير" نشر الثلاثاء الى ان "لبنان مر في الساعات الأربع والعشرين الماضية بأخطر استحقاق أمني منذ ثماني سنوات"، مضيفاً أن "ما حصل يدل بوضوح الى أين يمكن أن يقود الشحن الطائفي والسياسي والمذهبي المستمر على مدار الساعة".

كذلك، ناشد "السياسيين ورجال الدين أن يتحملوا مسؤولياتهم من أجل وضع حد لكل من يساهم في التحريض ضد الآخر في وطنه".

وأضاف قهوجي مخاطباً السياسيين"حصّنوا الداخل حتى يتفرغ الجيش للحدود"، مستغرباً كيف أن "هناك من ينادي الجيش بتحمل مسؤولياته الحدودية، بينما يساهم في خطابه بجعل الجيش ينهك بين الداخل والحدود".

وليل الأحد-الإثنين،اعتدى شبان على أربعة مشايخ في دار الفتوى، منهم مازن حريري واحمد فخران في منطقة الخندق الغميق اثناء مرورهما متوجهين الى مسجد محمد الامين.

ونقل المشايخ الى مستشفى المقاصد للمعالجة ومستشفى آخر في البقاع.

وعلى الأثر عمد عدد من الشبان الى قطع طرقات في منطقة كورنيش المزرعة والطريق الجديدة وقصقص استنكارا.

بعدها تمكن الجيش من توقيف اثنين من المعتدين عتابع عملية ملاحقة بقية المعتدين.

كذلك عمدت حركة "أمل" إلى تسليم "ح.ب." وهو متهم بالاعتداء على الشيخين، وعمدت الجماعة الإسلامية في صيدا تقطع المدخل الرئيسي للمدينة.

و اصدر الجيش اللبناني بياناً اعلن فيه انه و"على أثر الاعتداء الذي تعرض له عدد من المشايخ في منطقتي الخندق الغميق والشياح، قامت دورية من الجيش بدهم منازل المعتدين حيث تمكنت من توقيف خمسة منهم".

كما لفت البيان الى انه التحقيقات قد بوشرت معهم بإشراف القضاء المختص، وان قوى الجيش تستمر في ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم.

ولفت قهوجي في حديثه لـ"السفير" الى أن "عشرات آلاف العسكريين المنتشرين من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مرورا بالعاصمة والبقاع والجبل، «يكادون يمضون أياماً بلا أي ساعة نوم"، مردفاً أن "لا خوف على لبنان، وأنا أطمئن اللبنانيين بأن بلدهم قادر على تجاوز كل المصاعب".

وأكد قهوجي أن "المؤسسة العسكرية أخذت على عاتقها مهمة حماية لبنان واللبنانيين وستسعى بكل ما أوتيت من إمكانات لدرء الفتنة والتصدي الحاسم والسريع لكل مخل بالأمن"، معتبراً ان "ثمة إجراءات ستتخذها قيادة الجيش في الأيام المقبلة، من أجل وضع حد لبعض الأوكار التي تساهم في زعزعة الاستقرار الأمني".

وقصف الطيران السوري للمرة الأولى الإثنين بلدات لبنانية في البقاع قريبة جدا من الحدود السورية وذلك بعد أيام من تهديد دمشق رسميا "برمي المسلحين" داخل لبنان.

وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين.

وفي غضون ذلك،رأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند لصحيفة "النهار"، الإثنين، ان "هذا النوع من الانتهاكات للسيادة (اللبنانية) غير مقبول اطلاقاً".

وأردفت نيولاند ان "مقاتلات ومروحيات تابعة للنظام السوري اطلقت صواريخ على شمال لبنان واصابت منطقة وادي الخيل قرب مدينة عرسال الحدودية"، معتبرة ان هذا القصف "يشكل تصعيداً كبيراً لانتهاكات سيادة لبنان التي يقوم بها النظام السوري".

وأعربت عن أسفها، مردفة ان "ما حدث لم يكن حادثاً منفرداً ونحن نقف وراء التزامنا القديم لقرار مجلس الامن 1559 الذي يدعو الى الاحترام الدقيق لسيادة لبنان ووحدته وحرمة أراضيه واستقلاله السياسي".

وأشارت نيولاند الى سياسة "النأي بالنفس" التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية قائلة ان "هذا ايضاً أمر يجب احترامه".

وقالت مصادر وزارية معنية لـ"النهار" ان "تطورات الحدود مع سوريا يقوم الجيش بمعالجتها بتدابيره الخاصة".

وأردفت المصادر أن "التعرض لشيخين في منطقة الشياح جاء في سياق الاعتداء على وفد كبير من المشايخ ضم أكثر من 50 شيخاً كانوا قد شاركوا في اجتماع سلفي في مسجد ذي النورين في رأس النبع. وفي طريق عودتهم الى البقاع توقفوا في الشياح لشراء بعض الحاجات ففوجئوا بالاعتداء عليهم مما يدل على أن مراقبة كانت جارية للاجتماع".