"المستقبل" يأسف لاتهامه بالتورط بأحداث طرابلس: لم نحتكم يوما للسلاح

وسارع عضوا كتلة "المستقبل" النائبان أحمد فتفت وسمير الجسر إلى الرد على ما وصفاه الاتهام المبطن من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، للمعارضة بأنه لها يداً في أحداث طرابلس، مشيرين إلى أن خسارة ميقاتي لأحد أهم أركانه الأمنيين في أحداث طرابلس هو ما دفعه إلى محاولة توجيه الاتهام إلى مكان آخر.

وقال نائب الكتلة عن طرابلس سمير الجسر لصحيفة "النهار"، ان كلام الرئيس ميقاتي عن المعارضة البناءة والسلمية "يتضمن، ويا للأسف، اتهاما بطريقة غير مباشرة، ونحن في كل تاريخنا لم نحتكم الى السلاح وكنا السباقين الى رفع شعار اسقاط السلاح. فما بال دولة الرئيس يذهب الى هذا الاتهام؟ انها فعلا زلة لسان. والخوف من الله يتطلب استدراكها".

وأضاف: "ما كنا نتمنى ان تكون اطلالتك الاولى في الحكم على هذا النحو، ومن يتولى الحكم عليه ان يتحقق من الامور قبل اطلاق الاحكام".

ولفت الى ان المنطقة المضطربة في طرابلس شهدت الاثنين الماضي حادثا عولج سريعا من طريق أحد أركان زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية السيد يوسف فنيانوس، وذلك على خلفية خلاف بين شخص من آل الشريف في بعل محسن وأمين العك في التبانة، والاخير شقيق مرافق المسؤول في المردة.

وأشار الى انه من خلال ممارسة الامن الوقائي كان في الامكان استدراك ما حدث ومنع الذين يريدون اشعال توتر في الوقت المناسب عبر العيون الامنية.

بدوره رأى فتفت أن تصريح ميقاتي بعد اشتباكات طرابلس أمس كان مدخلا غير موفق أبدا له، مؤكدا أن ما حصل لا دخل لتيار "المستقبل" ولا للمعارضة به بل مظاهرة دعما للشعب السوري جرى التصدي لها من قبل من ينتمي سياسيا لـ"عناصر الشبيحة"، مشددا على أن الطائفة العلوية ليست طرفا في هذا الصراع بل الطرف هو مرتبط عسكريا بما يجري في داخل سوريا.

واعتبر وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أنه "إذا لم يوضح ميقاتي ما قاله فهو افتراء على المعارضة والشعب اللبناني وتحريض على الفتنة والفتنة أشد من القتل"، وقال: "ميقاتي يعرف أن شارع طرابلس لا يقبل تمثيله بحكومته هذه ولكن شارع طرابلس لا يتصرف بهذا الشكل".

ورأى عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" مصطفى علوش ان "لا مصلحة لابناء طرابلس او الشعب السوري ان يكون هناك احداث في طرابلس، لتوجيه صورة الاحداث من داخل سوريا الى طرابلس".

واشار علوش الى انه "تفاجأ بإفتراء ميقاتي البعيد كل البعد عن الواقع"، لافتا الى انه "ينقل المعركة من معركة وطنية الى معركة في الشمال".

وكان ميقاتي قد أكد في مؤتمر صحافي عقده على خلفية الاشتباكات ان السلم الاهلي خط أحمر، ولا مساومة على الامن اطلاقا، مضيفاً: "نفهم أن المعارضة سلمية وبناءة".

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر دبلوماسية عربية توقعها أن "تتعرّض الحكومة لضغوط كبيرة، لكن ليس إلى حدّ أن تكون في شكل سافر، فطرابلس لها مكوّنات عنفيّة في حدّ ذاتها، لكن لا مصلحة لأحد، لا لتيار "المستقبل" ولا لقوى "14 آذار" في تفجير الوضع، ولن يقوموا بذلك إدراكا منهم أن لبنان يجب أن ينأى عن كل الأحداث الجارية في محيطه".

وأضافت هذه المصادر: "صحيح أنّ ما حصل في طرابلس لا يبشّر بالخير، لكن هناك نيّة لدى كل الأطراف لضبط الوضع وحصر ذيول الحادث في مكانه وزمانه".