بلامبلي يقدّر جهود الجيش في صيدا: السلاح خارج سلطة الدولة مشكلة اساسية
Read this story in Englishأعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي عن "تقديره الجهود العسكرية لإعادة الهدوء الى صيدا"، مردفاً أن" وجود السلاح خارج سلطة الدولة مشكلة اساسية وواضحة".
وأعرب بلامبلي في حديث لصحيفة "السفير" نشر الجمعة عن "تقديره العميق للتضحيات التي قدمتها القوات المسلحة اللبنانية في صيدا، وفي أماكن أخرى من لبنان في الأيام الماضية، في إطار جهودها للحفاظ على الأمن والاستقرار في شتى أنحاء البلاد"، مشدداً على أن "إعادة الهدوء إلى صيدا أمر بالغ الأهمية".
وقد أدت المعارك بين الجيش ومجموعة (إمام مسجد بلال بن رباح) الشيخ أحمد الاسير، يومي الاحد والاثنين في عبرا في صيدا، الى سقوط 18 قتيلاً و20 جريحاً من الجيش اللبناني، فضلاً عن مقتل أكثر من 20 عنصر من عناصر الاسير.
وقد تم توقيف العشرات من عناصر الاسير فور انتهاء المعارك، في حين لا يزال الاسير متوارياً عن الانظار.
وبالنسبة للوضع في طرابلس، لفت بلامبلي الى أن "ثمة حاجة واضحة في طرابلس الى معالجة موضوع السلاح، ويجب بذل جهود متواصلة للتغلب على التوترات التي يصعب تجنبها نظراً للأحداث الأليمة التي تجري في سوريا"، مردفاً أن " أكثر ما لفت نظره في زيارته الأخيرة وأعجبه هو أنه في الوقت الذي كانت تدور فيه أحداث خطيرة جدا في بعض أنحاء المدينة، كان الناس يتابعون في أنحاء أخرى منها حياتهم وعملهم بكل صبر".
وعن إمكان بقاء طرابلس على فوهة بركان، رأى بلامبلي أنه "ربما يكون من الصعب تجنب التوترات، بسبب الأحداث في مكان آخر والمشاعر القوية حيالها، لكن طرابلس تستطيع أن ترفع نفسها فوق هذه التوترات".
وشدد على أنه "في هذا الوقت ينبغي على الجميع، ليس فقط في طرابلس ولكن أيضاً في كل لبنان، الابتعاد عن المواجهات والتوترات، والتأمل بالسياسات السليمة، وفي مقدمتها سياسة النأي بالنفس واعلان بعبدا، على سبيل المثال، والتي ساعدت في الحفاظ على قدر من الهدوء والاستقرار على مدى عامين صعبين".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "لبنان مكان مرن، وطرابلس بالتحديد كان عليها أن تظهر مرونة أكثر من أنحاء أخرى من البلاد في الفترة الأخيرة"، مشيرا في السياق نفسه الى أن " المشاكل أيضاً واضحة، وبالأخص وجود السلاح خارج سلطة الدولة، كما أن هذه المشكلة ليست حصرية بطرابلس، ولكن يتم تسليط الأضواء عليها مراراً عندما يندلع العنف في المدينة، والذي يترك آثارا خطيرة على اقتصاد طرابلس التي تعاني أصلا من الحرب الدائرة في سوريا".
وأبدى بلامبلي إعجابه "باجماع قادة المدينة على دعم الجيش اللبناني بما يقوم به من إجراءات، وبرأيهم بضرورة نزع السلاح ومحاسبة المسؤولين عن العنف"، منوها بتحرك المجتمع المدني رفضا للتوترات".
يُذكر أنه قتل وجرح عدد من الاشخاص جراء عمليات القنص والاشتباكات المتقطعة بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس خلال الشهر الجاري. وتأتي الاشتباكات بعد هدوء شهدته المدينة لأيام عدة، بعد انتشار الجيش في مختلف المناطق، غداة أسبوع من المعارك أدى الى سقوط 31 قتيلا وأكثر من 200 جريح.
وسقط أكثر من 150 قتيلا وأكثر من 830 جريحا بسبب هذا العنف في طرابلس منذ العام 2008.