سليمان يدعو لحوار "إنطلاقا من إعلان بعبدا" ولتحييد لبنان "أرضا وجوا وشعبا" من أي عمل محتمل على سوريا

أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان رفض التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، مشيرا إلى أن الممارسات "التي تحظرها القوانين" كالأمن الذاتي والتعرض للدبلوماسيين مرفوضة، ومشددا على ضرورة إجراء طاولة حوار لكن "إنطلاقا من إعلان بعبدا".

وقال سليمان في الذكرى الـ93 لإعلان دولة لبنان الكبير "لبنان الكبير لم يكن مشروعا مسيحيا يحمل خرائطه البطريرك الماروني و11 اسقفا في مؤتمر فرساي بل كان مطلبا لبنانيا".

وإذ شدد على أن "لبنان يتمسك به اليوم جميع أبنائه بعدما عمدوه بدماء شهداء المقاومة والتحرير والإنتداب والإرتهان" لاحظ أن "الوطنية الناقضة التي اتهم بها البعض من اللبنانيين في مقابل ولاء أعمى ثقلتها التجارب المرة مع الخارج".

أضاف سليمان "لبنان الكبير أعلن كبيرا وظل كبيرا رغم التحولات الدولية منذ سايكس بيكو فلا حلم سوريا استطاع تصغيره ولا أطماع اسرائيل الكبرى نجحت بابتلاعه".

وتابع رئيس الجمهورية "اللبنانيون أثبتوا أن لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم واليوم أثبت لبنان أنه أقوى من دول الجوار" مردفا "ثبت لبنان أنه ليس خطأ جغرافيا (..) الكيان اللبناني المكرس في 1 أيلول 1920 كان أول كيان في الشرق العربي باستثناء مصر ودستوره هو أقدم دستور في المنطقة رغم التعديلات البسيطة في زمن الإنتداب".

كما لفت إلى أن "لبنان الكبير بقي رغم كل ما حصل من أصوليات دولة تحترم حرية الإعتقاد المطلقة وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية ولم يكن ولن يكون دولة دينية أو أوتوقراطية أو دكتاتورية طائفية بل مدنية تحمي القانون وتؤمن بالقيم الإنسانية".

إلا أن سليمان لم يفته المشاكل اللبنانية فقال "أثبتت التجارب أن ما تخسره المؤسسات الشرعية يربحه الشرع فلبنان يجب أن تحميه التقاليد من العنف ويحكم بالحكمة لا بالقوة".

وفي الشأن الداخلي قال "ما أحوجنا اليوم إلى استعادة أجواء 1920 والدستور المنبثف عنها وإعلان بعبدا 2011" مشددا على أنه "يجب أن نمضي قدما في إعلان بعببدا وخصوصا تحييد لبنان وتجنيبه الإنعكاسات السلبية للتوترات الإقليمية والإلتزام بالمواثيق الدولية".

وذكر بالبند الثالث عشر للإعلان المذكور وهو "الحرص على ضبط الأوضاع على الحدود اللبنانية السورية ولا يصبح مقرا لتهريب السلاح والمسلحين".

وإذ أمل أن "تمتنع الأطراف السورية عن إطلاق نيرانها نحو لبنان" دعا إلى "حل سياسي في سوريا" قائلا "لا نقبل بالتدخل العسكري الأجنبي في سوريا وعلى الأمم المتحدة محاسبة مستعملي السلاح الكيميائي" وداعيا "كافة الأطراف الداخلية والخارجية ضرورة تحييد لبنان أرضا وجوا وشعبا من تداعيات ما قد يجري" في سوريا.

وفي ما بدا ردا على رئيس مجلس النواب نبيه بري قال "علينا تشكيل طاولة الحوار انطلاقا من تصور إعلان بعبدا وذلك لتحسين لبنان والإستفادة من قدرات المقاومة".

إلى ذلك دعا سليمان إلى "العودة إلى مؤسسات الدولة والذهاب إلى مزيد من التعاضد والتآلف ونبتعد عن الأمن الذاتي" مذكرا أن "الممارسات ضد الدبلوماسيين تحظرها القوانين وعلى القضاء ملاحقة الفاعلين" وذلك بعد إعلان الكويت والسعودية عن تفتيش دبلوماسييها على عناصر تابعة لحزب الله في بيروت.

وأضاف سليمان "علينا أن نمضي باستكمال تطبيق الطائف واحترام الصلاحيات وعدم اللجوء إلى المقاطعة والتعطيل أو إسقاط النصاب" لافتا إلى أن"هذه الممارسة لا تؤدي إلى الفراغ وتوقف عجلة التشريع فحسب بل تمس جوهر الديمقراطية وأعني وجوب تسهيل مهمة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بغية الإسراع في التشكيلة الحكومة".

وختم رئيس الجمهورية مكررا أن "إعلان بعبدا يجسد العقد الإجتماعي في دولة لبنان الكبير".