سليمان يحذر في عيد الأمن العام مما "يخططه الإرهاب الدولي" للبنان: البعض يفسر التعيينات وفق مصالحه الشعبوية

رد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بقوله أنه يفسر التعيينات في ظل حكومة تصريف الأعمال "وفق مصالحه الشعبوية"، محذرا من جهة أخرى مما تفعله إسرائيل ويخططه "الإرهاب الدولي" للبنان.

وثمن سليمان في خلال احتفال بالعيد الثامن والستين لمؤسسة الأمن العام عصر الخميس من مقر المؤسسة في المتحف "مكافحة أعمال التجسس وكشف الخلايا الإرهابية" قائلا للعناصر الأمنية " أنتم مؤتمنون على حقوق المواطن وإيصال الحق لأصحابه".

وشدد سليمان على أن "مؤسساتنا العسكرية هي في صلب أولوياتنا كمسؤولين ومؤسسات لدعمها وتجهيزها مع استراتيجية وطنية للدفاع والإستفادىة من قدرات المقاومة لصد آلة العدوان الإسرائيلية" متابعا "أبقوا كما أنتم متحدين في تنفيد مهامكم وآمنوا بجيشكم ومؤسساتكم لصد أي إخلال بالأمن".

ونبه رئيس الجمهورية من "أخطار خارجية تتمثل بالعدو الإسرائيلي المستمر في الإعتداء على سيادتنا غير مباليا بالحدود" مردفا "ما الشبكات الإرهابية وأعمال التفجير وإطلاق الصواريخ سوى برهان على ما يخططه الإرهاب الدولي لبلدنا".

وإذ رأى أن "أخطر ما في الرهانات في سوريا اقتناع كل طرف أن الحل بوصوله إلى السلطة" ذكر أن "التصدي للأخطار هو مسؤولية جماعية تنطلق من التسليم بسيادة حكم القانون".

كما لاحظ أنه "على القادة السياسيين الحفاظ على ديمومة مؤسسات الدولة لأن العمل المؤسساتي الضمان الدائم لسير الدولة وإذا كانت السياسة تتبدل وفق المصالح فالمؤسسات لا تتأثر بالتعثر السياسي" داعيا المسؤولين الرسميين إلى "العمل على تأمين الحكم الرشيد وفي غياب الشفافية لا إمكان للمساءلة وهذا يستوجب رقابة إدارية بدءا من البرلمان إلى أجهزة رقابة رسمية وغير رسمية".

وأكد سليمان أن "نجاح المؤسسة هو نتيجة تكامل جهود العاملين فيها وإعلاء المداميك وسد الثغرات بالتنسيق مع سائر المؤسسات" مبنها من أن "أي تقصير يطاول العقد الإجتماعي تصاب به الدولة ككل".

وتحدث سليمان عن الإصلاح الداخلي فقال أن "أول إشارة عن صدق النيات في الإصلاح تنطلق من قانون انتخابي دائم يعبر عن طموحات شعبنا".

وكشف رئيس الجمهورية أنه "سعينا إلى استكمال تعيين الشواغر ولكن يا للأسف لم نتمكن من استكمال الأمر جراء المواقف السياسية المتشنجة ومحاولة البعض تفسيرها وقف هواه ومصالحه السياسية الشعبوية الضيقة".

وكان قد تحدث عون الثلاثاء عن "موافقات استثنائية (على التعيينات) باتفاق بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والناشر يكون طبعا الأمين العام (سهيل) بوجي" مضيفا "هذه هرطقة إضافية على القوانين والدستور وكل معالم السلطة الصحيحة في لبنان".

هذا وختم سليمان قائلا "لنرفع أيدينا عن الإدارة ولنتصالح مع القانون".

من جهته توجه مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لسليمان "إن رعايتكم هذا الإحتفال مصدر فخر لنا جميعا وحافز للإندفاع في خدمة الوطن".

وشرح ابراهيم انه "ما كان للأمن العام أن يبلغ هذه المرحلة من التقدم لولا رجالاته الذين بفضلهم أدى هذا الدور" مستذكرا "شهداء الأمن العام الذين سقطوا في واجبهم المقدس ويبقى ذكرهم مؤبدا".

وإذ شدد على أن المؤسسة "ساهمت في بناء دولة الإستقلال على ثوابت دستورية منها حرية الفكر والمعتقد واحترام الآخر وترسيخ القيم الديمقراطية" أشار إلى مواكبتها "تطور النظام اللباني جعلته يضطلع بأدوار كبيرة في أحداث هددت الكيان منذ منتصف القرن المنصرم".

أضاف ابراهيم "بقي أفراد الأمن العام على مختلف طوائفهم يؤمنون بالشعار بعدما غزا الشك قلوب كثيرين" مشددا على أن " إن الأمن العام شكل الجهاز الوطني ورصد نبض الشارع ونبه ودل إلى مواطن الخلل على مستوى الدولة والمجتمع".

وسأل "كم من المهمات الخطيرة قام بها أسلافنا عندما تقف البلاد على فوهة البركان وتمكنوا على تقريب المسافات وإيصال الرسائل إلى المعنيين؟".

وشرح الوضع الداخلي فقال "العدو الإسرائيلي يقف فرحا مزهوا بعدما حرفنا البوصلة وبعدما بلغنا عالمنا العربي ما بلغه من قدرة على الإنتحار وتحول الحلم بالتغيير إلى كوابيس مرعبة للشعوب الشقيقة" آسفا على أنه "في هذه اللحظة يضيع اللبنانيون دورا كبيرا في السعي إلى وحدة الإخوة".

وإذ عاهد ابراهعيم "اننا سنبقى نعمل بإخلاس لنبقى بتوجيهاتكم جسر تواصل بين جميع مكونات الشعب" ختم قائلا "إن من دواعي فخرنا أن أطلقنا هذا العيد وأطلقنا معه ذكرى المؤسسة من عقالها ولم نعتد يوما خيانة ذاكرتنا الوطنية".