الراعي: من المعيب تعطيل الدولة بأيدينا ونقول إنها عاجزة عن حمايتنا

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "من المعيب علينا أن نعطل الدولة بأيدينا ونقول إنها عاجزة عن حمايتنا"، مردفاً أن "الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام أقوياء"، متوجهاً الى السياسيين بالقول "كفى رجم بعضكم ببعضكم الآخر".

وأشار الراعي من مطار رفيق الحريي الدولي قبيل مغادرته لروما الثلاثاء، الى أنه"بالنسبة لنا في لبنان لا يمكننا أن نبقى ننتظر ماذا سيحدث في الغد ولا يمكننا القبول بوضع لا تقوم فيه دولة ليكون عندنا حكومة وتسيير اعمال اجهزتنا الكاملة، منتقدا ما يقال عن ان "الدولة عاجزة ولا تستطيع حمايتنا وبحاجة لأمن ذاتي. إن هذا كله يجرح كرامتنا الوطنية، ويدل على عدم ثقة بالدولة".

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، وتعهد الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة. وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد".

ولفت الراعي في كلمته الى أن "الدولة هي نحن كلنا معا، اذا كانت ضعيفة نحن نساهم بإضعافها، واذا كانت قوية نساهم ايضا بتقويتها. لذا تعالوا لنقوي مؤسساتها الدستورية اولا، ويكفي مماطلة بموضوع الحكومة"، مضيفاً "أتوجه بكلامي لكل الافرقاء وأقول إن أجهزة الدولة موجودة، وأسأل هل نعمل جميعنا على تسيير أمور أجهزة الدولة لكي تقوم بدورها وتعمل".

ورأى البطريرك الماروني أنه "ليس صحيحا ان الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام ضعفاء، بالعكس، لدينا دولة قوية وأنا أفاخر بلبناني، وأفاخر بدولة رغم كل شيء قادرة أن تحمينا، والشعب يعيش وإن كان عاضا على جرحه. ويكفي القول إن الدولة عاجزة، فأين كرامة وطننا وكرامتنا كلنا".

وشدد على انه "من المعيب علينا أن نعطل الدولة بأيدينا ونقول إن الدولة عاجزة عن حمايتنا"، مؤكداً أنه " علينا جميعا أن نقوي الدولة وندفع الضرائب المطلوبة وأن نكون كلنا تحت القانون ونحافظ على مؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية وأن نحافظ على المؤسسات الدستورية ونتخلى عن مصالحنا الشخصية وأن نتخلص من ارتباطاتنا الخارجية. وعلى الجميع أن يعرف أننا كلنا لبنانيون وكلنا بحكم المواطنة اخوة، فعليهم كسياسيين ان يتخلوا عن هذا الغضب ومن التخوين المتبادل".

وأوضح أننا "أخوة في المواطنية والانسانية وكفى رجم بعضكم ببعضكم الآخر، بالاساءات والتخوينات"، مردفاً "لقد سئمنا منهم، والناس سئموا منهم، وهذا ما يبلغنا إياه الناس دائما، وليس بإمكاننا سماع هذا الكلام مجددا".

يشار إلى أن انفجارين ضربا منطقة بئر العبد في الضاحية في التاسع من تموز الفائت وآخر ضرب منطقة الرويس في آب ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. ومذاك الوقت عمد عناصر من "حزب الله" الى إقامة حواجز للتفتيش على مداخل الضاحية ومخارجها، حيث يقوم بتفتيش السيارات والتدقيق بهويات المارة.

وكان رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أكد أن "حزب الله ليس مع الأمن الذاتي، لكن بكل صراحة وعلى المكشوف، جرى الطلب من القوى الأمنية، ومن أعلى المسؤولين إلى كل المسؤولين تحمل مسؤولياتهم الأمنية، ولكن ليس من مجيب".

و غادر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي صباح الثلاثاء، بيروت متوجها الى الفاتيكان في زيارة تستمر اسبوعا للقاء قداسة البابا فرنسيس والمشاركة في حضور مؤتمر للمجلس البابوي لوسائل الاعلام والبحث في اوضاع المسيحيين في الشرق.