سليمان رأى أن لبنان لم يعد يحتمل عبء النازحين السوريين:البعض ممن توافق على "إعلان بعبدا" تورط بالنزاع السوري
Read this story in Englishرأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه "رغم قرار النأي بالنفس الذي توافقت عليه هيئة الحوار الوطني من خلال "إعلان بعبدا"، تورّطت بعض الأطراف اللبنانيّة في النزاع الدائر على الأراضي السوريّة"، مردفاً أن "طاقة لبنان لم تعد تحتمل عبء النازحين السوريين".
وشدد سليمان في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، ليل الثلاثاء-الأربعاء إلى "ضرورة الالتزام بـ"إعلان بعبدا" القاضي بتحييد لبنان عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة وعن سياسة المحاور؛ والتوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع حصراً عن لبنان في وجه عدوانيّة إسرائيل وتهديداتها المستمرّة، والانتهاء من إقرار التدابير الإداريّة والقانونيّة الكفيلة بالاستفادة من ثروته وحقوقه السياديّة في حقول الغاز والنفط التي تختزنها مناطق لبنان البحريّة".
وأشار الى "حاجة اللبنانيين لمواكبة ودعم من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة التداعيات السلبيّة للأزمات والمشكلات الخارجيّة التي لا شأن لهم بها، والتي تتهدّد مع ذلك أمنهم واستقرارهم وتؤثّر سلباً في أوضاعهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، لافتاً الانتباه الى " التحدّي الناتج من تداعيات الأزمة السوريّة على أمن لبنان واقتصاده".
ورأى سليمان أنه "على رغم قرار النأي بالنفس الذي توافقت عليه هيئة الحوار الوطني من خلال "إعلان بعبدا"، والذي أصبح وثيقة رسميّة من وثائق الأمم المتحدة، فقد تورّطت بعض الأطراف اللبنانيّة المتعارضة، في النزاع الدائر على الأراضي السوريّة"، مردفاً أن "العبء الأكثر إلحاحاً وحجماً، الذي بدأ يأخذ طابعاً وجوديّاً، فهو ناتج من التنامي غير المسبوق لأعداد اللاجئين الوافدين من سوريا، بما يفوق طاقة لبنان وقدرته على الاستيعاب، وقد بات عددهم يفوق ما نسبته ربع عدد سكّان لبنان".
وفي طريق عودته من نيويورك، يزور سليمان المملكة العربية السعودية بناء على دعوة رسمية، حيث يُرجح ان تكون ملفات الأزمة الحكومية والاستقرار اللبناني والوضع في سوريا وأعباء النازحين، موضع نقاش بين سليمان والقيادة السعودية.
وصدر إعلان بعبدا في حزيران 2012 نتيجة لطاولة الحوار بين هيئة الحوار الوطني اللبناني التي شكلها الرئيس ميشال سليمان في مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا وتم التوافق فيه على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة المحقّة، بما في ذلك حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم.
والحرص تالياً على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانيّة السوريّة وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرّاً أو ممراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين، ويبقى الحقّ في التضامن الإنساني والتعبير السياسي والإعلامي مكفول تحت سقف الدستور والقانون .
وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قد أشار في آب الفائت الى أن "إعلان بعبدا ولد ميتا ولم يبق منه إلا الحبر على الورق"، معتبرا أن "البعض يريد أن يغطي فشله ببناء الدولة، عبر إثارة الغبار حول سلاح المقاومة".
وبالرغم من موافقته على "إعلان بعبدا"، يشارك "حزب الله" في الحرب السورية.
ووجه سليمان الثلاثاء من على منصة الامم المتحدة نداء حث فيه "الدول الصديقة" على مساعدة لبنان لتحمل اعباء مئات الاف اللاجئين السوريين.
وفي خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة، قال سليمان ان اللبنانيين "بحاجة دائما لمواكبة ودعم الدول الصديقه لمواجهة تداعيات الازمات التي لا تعنيهم ابدا والتي تهدد مع ذلك امنهم واستقرارهم".
وجدد طلب دعم الدول "لتوفير المبالغ والإمكانات البشريّة والماديّة الكافية، وبصورة فعليّة، لتأطير وتنظيم وجود اللاجئين السوريين الوافدين إلى لبنان، وتلبية احتياجاتهم الإنسانيّة والحياتيّة الأساسيّة".
كما دعا الرئيس سليمان الى "تعزيز أطر ومساحات إيواء النازحين السوريين داخل الأراضي السوريّة بالذات، في مناطق آمنة تقع خارج إطار النزاع الدائر، علماً بأنّ مساحة سوريا ثمانية عشر أضعاف مساحة لبنان".
وطالب "بالموافقة على عقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين، لا يكتفي فقط بالدعوة إلى تقديم المساعدات الماليّة، بل يباشر البحث في سبل تقاسم الأعباء والأعداد بين الدول، من منطلق المسؤوليّة المشتركة وفي ضوء السوابق التاريخيّة. والاجتماع الموسّع الذي دعا المفوّض العام للهيئة العليا للاجئين إلى عقده في جنيف في الثلاثين من هذا الشهر خطوة إيجابيّة في هذا السبيل".
كما دعا لتقديم الدعم من كل الدول المعنيّة والقادرة لأعمال لجنة الدعم الدوليّة الخاصة بلبنان، التي أدرجت قضيّة اللاجئين في سلّم أولوياتها.
ومن المقرر ان يعقد اجتماع دولي في نيويورك الاربعاء بدعوة من فرنسا لمساعدة لبنان على مواجهة هذا التدفق من الللاجئين السوريين.
وسيعقد هذا الاجتماع الاول للمجموعة الدولية لدعم لبنان والتي تضم خصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.